الوضوء
يعرّف الوضوء في الشّرع الإسلاميّ على أنّه المقصد الأوّل في طهارة المسلم، فلا تصحّ الصّلاة دون الوضوء، فهي شرطٌ من شروطها، وهو يعني غسل أعضاءً معيّنةً من جسم الإنسان، ومسحها، والوضوء مشتقٌّ من الوضاءة وهي نظافة المسلم، وحسنه، والنّور الّذي يخرج نتيجة غسل أعضائه، وهو أيضاً اسمٌ آخر للماء الّذي يتمّ الوضوء به.
ولنا في رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أسوةٌ حسنةٌ، يقتدي المسلم بها، ومن هذا الاقتادء؛ الاقتداء به في أدائه للعبادات، ومنها إسباغ الوضوء، ويعني ذلك إتمام الوضوء، والحسن، والإتقان في أدائه، كما كان يتقنه رسول الله، فقد قال:(إذا قمتَ إلى الصلاةِ فأسبغِ الوضوءَ ، و اجعلْ الماءَ بين أصابعِ يديْكَ و رجلَيْكَ)، فإسباغ الوضوء سببٌ في تكثير الحسنات، ورفعة الدّرجات، فقد حذرّ رسول الله من الإهمال في إيصال الماء إلى أماكنه، والإسباغ في ذلك، مع التّحجّج بأنّ هنالك أسبابٌ تمنع من ذلك، ومن هذه الأسباب:أن يكون الماء بارد، أو أن يكون المسلم مكثراً من الثّياب، أو أن لا يتواجد مكاناً فيه راحةٌ للوضوء، والكثير من الأسباب، لذلك على المسلم أن يحرص على اتّباع سنّة رسول الله في الوضوء.
خطوات الوضوء بالتّرتيب
حتّى يتمّ المسلم وضوءه بالطّريقة الصّحيحة الّتي أمر بها الله -تعالى- عليه أن يؤدّي خطوات الوضوء بالتّرتيب الّتي جاءت به، وفيما يأتي عرضٌ لخطوات الوضوء مرتّبة وهي:
- أن يبتدئ وضوءه بالنّية، وهي شرطٌ أساسيٌّ لصحّة الوضوء، فقد روي عن عمر بن الخطّاب أنّه قال:(إنَّما الأعْمالُ بالنِّيّاتِ، وإنَّما لِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى، فمَن كانَتْ هِجْرَتُهُ إلى دُنْيا يُصِيبُها، أوْ إلى امْرَأَةٍ يَنْكِحُها، فَهِجْرَتُهُ إلى ما هاجَرَ إلَيْهِ)، فالنّية أمرٌ أساسيٌّ في كلّ ما يفعله الإنسان، ومن ذلك الوضوء فلا يصحّ أن يتوضّأ دون أن ينوي ذلك، والنّية تكون في القلب، ومن الأفضل أن لا يقوم المسلم بالتّشدد في نيّته؛ حتّى لا يؤدّي ذلك إلى دخوله في باب الوسوسة.
- أن يسمّي عند وضوئه، فيقول بسم الله الرّحمن الرّحيم، وتعدّ التّسمية من سنن الوضوء، حسب اتّفاق جمهور العلماء.